مستوى الغولف العربي – إلى أين؟

مع اختتام فعاليات بطولة آسيا والمحيط الهادئ هواة للسيدات والتي أقيمت في أبوظبي، يعود الى الأذهان السؤال الذي يطرح كل مرة وهو، لماذا لا يوجد لاعبون عرب قادرون ولو حتى على المنافسة في بطولات الهواة؟  ومع ان الرياضة تحضى باستثمارات طائلة خصوصا في الشرق الأوسط منذ أكثر من عقدين من الزمن إلا أن مستوى الغولف العربي مازال بعيدا كل البعد عن المستوى العالمي.

في اخر اسبوعين، تم اقامة بطولتي آسيا والمحيط الهادئ هواة للسيدات والرجال في الإمارات العربية المتحدة، وتعتبر إقامة هذين الحدثين الكبيرين في رياضة الغولف الآسيوية في الإمارات انجازا ضخما للقيمين على الرياضة في الإمارات، لكن للأسف ومع اختتام الفعاليات نتذكر أن مستوى الغولف العربي ما زال بعيدا كل البعد عن المنافسة ولو حتى قاريا، بل وبعيدا حتى محاولة المنافسة فباستثناء لاعب واحد وهو الإماراتي أحمد سكيك فإن باقي المنافسين سواء في بطولة الرجال أو السيدات فقد احتلو مراكز متأخرة جدا في سلم ترتيب البطولتين ليخيل لك أن مشاركتهم كانت شرفية فقط.

ففي بطولة آسيا والمحيط الهادئ للهواة التي أقيمت ما بين 3-6 من شهر نوفمبر على ملعب نادي خور دبي للغولف واليخوت، جاءت النتائج مخيبة للآمال، فبعد عبور لاعبين فقط القص بعد نهاية اليوم الثاني، جاءت النتائج النهائية لتظهر المستوى الحقيقي للاعبين العرب، فقد احتل افضل مركز الإماراتي أحمد سكيك باحتلاله المرتبة 42 وجاء بعده الاردني شيرغو الكردي في المرتبة 48. بطولة كهذه تقام على ملاعب ترعرع فيها اللاعبون العرب كان من المفروض استغلالها والحصول على مراكز متقدمة، ليس الفوز او المنافسة على الفوز فذلك يبدو بعيد المنال، بعد فقط الحصول على مراكز متقدمة لإعطاء دفعة للاعبين الصغار القادمين.  

ومن ناحية اخرى فقد كان أداء السيدات العرب في بطولة آسيا والمحيط الهادئ هواة  للسيدات مخيبا للآمال بشكل كبير حيث لم تتمكن اية لاعبة من عبور القص، واحتل معظم المنافسين العرب المراكز الأخيرة من البطولة.

من هذا كله يتبين أن المستوى الحقيقي لرياضة الغولف العربي مازال بعيدا كل البعد عن المستوى القاري، ناهيك بالمستوى العالمي. هذا كله يتطلب إعادة نظر في استراتيجية الهيئات والاتحادات المشرفة على المجال لتطوير اللعبة عربيا من حيث التركيز على تهيئة الظروف الأنسب للشباب ليبرزو طاقتهم ومستواهم من خلال توفير فرص تعليمية محلية والتركيز على تطوير المدربين والمعدين لهذه المواهب الشابة.

وحينما نرى لاعبا عملاقا من طينة توماس بيورن يتساءل لماذا استطاع اللاعبون الدنماركيون تحقيق نتائج كبيرة جدا على صعيد الرجال والسيدات في البطولات العالمية، بالرغم من أن الدنمارك دولة تعتبر صغيرة نسبيا من حيث عدد السكان والمناخ الغير ملائم للعب الغولف طوال السنة حيث أنه لا يساعد على لعب الغولف في ستة أشهر من السنة بسبب البرد والظروف الجوية، ويجيب بالقول بأن الفضل يعود لاتحاد الغولف الدنماركي الذي استثمر في عدد كبير من المدربين الدنماركيين المتخصصين في الرياضة والذين يطمحون للنمو بالرياضة والارتقاء بمستواهم أيضا، فلا بد من أخذ العبرة من هذه التجارب والتركيز على استقطاب مدربين طموحين للارتقاء بمستوى الغولف العربي ومستواهم ايضا.

تجدر الاشارة انه من خلال هذا المقال فنحن لا نريد من تحطيم احلام العرب بالمنافسة في هذه الرياضة، بل بالعكس تماما فمبتغانا هو أخذ العبر من هذه التجارب وإعطاء دفعة للاعبين لبذل المزيد من الجهود للتنافس، فهناك لاعبين يتوفرون على كل ما يحتاجه الرياضي للنجاح من معدات وإمكانيات وكذا مساندة رسمية هائلة من المسؤولين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *