وُلد حسن حسنين في القاهرة عام 1916، وبدأ رحلته مع الغولف كصبي يحمل الحقائب حافي القدمين في ملاعب الرمال بمنطقة هليوبوليس. ومن تلك البداية المتواضعة، أصبح أعظم لاعب غولف محترف في تاريخ مصر، وأحد أوائل النجوم الأفارقة الذين سطعوا على الساحة الدولية.
بعد الحرب العالمية الثانية، إنتقل حسنين إلى عالم الاحتراف عام 1946، وسرعان ما أصبح المدرب الرئيسي في نادي الجزيرة الرياضي بالقاهرة، في نفس العام حقق أول انتصار كبير له، حين فاز ببطولة “الصحراء المفتوحة”، وهي بطولة هيمن عليها لاحقاً، حيث فاز بها في معظم الأعوام حتى عام 1956.
انطلق اسمه عالمياً في عام 1949، عندما فاز ببطولة إيطاليا المفتوحة متفوقاً على نخبة لاعبي أوروبا. لكن العام الأهم في مسيرته كان 1951؛ حيث فاز ببطولة مصر المفتوحة بفارق 10 ضربات عن النجم الأسترالي نورمان فون نيدا، ثم عاد وهزمه مرة أخرى ليحرز بطولة مصر للعب الفردي. وبعدها بوقت قصير، سافر إلى فرنسا وحقق لقب البطولة الفرنسية المفتوحة بفارق ثماني ضربات، مؤكداً أنه قادر على التفوق على أفضل اللاعبين أينما ذهب.
دخل التاريخ كأول لاعب غولف عربي يشارك في إحدى البطولات الكبرى، حيث خاض بطولة بريطانيا المفتوحة أربع مرات أعوام: 1950، 1951، 1953، و1955. تمكّن من اجتياز القص في كل مرة، وحقق أفضل نتيجة له في عام 1953 حين حلّ في المركز السابع عشر في ملعب “كارنوستي”، وهو نفس العام الذي فاز فيه الأسطورة بن هوغان بالبطولة. في ذلك الزمن، كان يُمنع اللاعبون السود من المشاركة في بطولات PGA بالولايات المتحدة بسبب العنصرية، لكن حسنين تمكّن من تمثيل بلاده في محافل دولية، وشارك في بطولة “All American Open” بشيكاغو، بعد أن تلقى دعوة من المنظم جورج إس. ماي، المعروف بانفتاحه على اللاعبين من مختلف أنحاء العالم.
البطل البريطاني ماكس فولكنر، الحائز على بطولة بريطانيا المفتوحة، قال ذات مرة إن حسنين كان يمتلك واحدة من أفضل ثلاث حركات ضرب للكرة شاهدها في حياته، مشيداً بتوازنه اللافت الذي اكتسبه من اللعب حافي القدمين على الرمال.
في عامي 1955 و1956، مثّل حسنين مصر في بطولة كأس العالم للغولف (التي كانت تُعرف حينها بكأس كندا)، ورفع اسم بلاده بفخر في المحافل الدولية. فوزُه المتكرر ومشاركاته العالمية جعلت منه رائداً للغولف العربي والأفريقي، وفتح الأبواب لمن جائوا بعده.
للأسف، انتهت حياته بشكل مأساوي وهو في الأربعين من عمره، إثر انفجار موقد يعمل بالكيروسين في منزله بالقاهرة في الثاني من يناير عام 1957. بحلول ذلك الوقت، كان قد فاز بـ17 بطولة احترافية، من بينها عدة ألقاب لبطولة مصر المفتوحة، وبطولة إيطاليا المفتوحة، وبطولة فرنسا المفتوحة.
وصفت موسوعة الغولف الصادرة عام 1975 حسنين بأنه “أفضل من أنجبتهم المنطقة العربية”، بينما كتب عنه الصحفي الإنجليزي الشهير هنري لونغهرست قائلاً: “إنه دون شك أعظم لاعب غولف عربي في تاريخ اللعبة”.
قصة حسن حسنين هي حكاية موهبة استثنائية، وإصرار لا يعرف الحدود، وإنجازات فتحت آفاقاً جديدة، من صبي صغير يحمل الحقائب حافي القدمين، إلى أول لاعب عربي ينافس في بطولة كبرى، نال حسنين مكانته الخالدة كملك الغولف العربي بلا منازع.
